الولادة في الماء - ولادة طبيعيّة

الولادة في الماء هي ولادة تكون فيها الوالدة في حوض إستحمام مائيّ أو بركة ماء أثناء الولادة، على عكس الولادة العاديّة التي تستلقي فيها على سرير المستشفى. الولادات في الماء ليست موضوعًا جديدًا، وهي تحدث منذ سنوات عديدة في معظم الدول الأوروبيّة، أستراليا، الولايات المتحدة ونيوزيلندا. إكتسبت الولادات في الماء شهرةً في السّبعينيات من القرن الماضي، وعلى الرّغم من عدم ترحيب المؤسّسة الطّبّيّة بها في البداية، إلّا أنّه ومع مرور الوقت المزيد والمزيد من الأنظمة الصّحّيّة حول العالم بدأت في تبنّيها. إيجابيّات وفوائد الولادة في الماء كثيرة. تقلّل مثل هذه الولادة من إفراز الهرمونات المرتبطة بالتّوتّر لدى الوالدة، تقلّل من الحاجة إلى إستخدام مسكّنات الآلام، تقلّل من معدّل العمليّات القيصريّة وتقّصر من مدّة المرحلة الأولى من الولادة.

تؤثّر المياه الدّافئة على قدرتكِ على الإسترخاء والرّاحة، ممّا يساعد على التّعامل مع إنقباضات المخاض. أثناء توتّرك، قد تتوقف الإنقباضات ويتوقّف كذلك تقدّم الولادة. من ناحية أخرى، عندما تكونين مسترخيةً، ستتقدّم الولادة بشكل أكثر كفاءةً.

أثناء مرحلة المخاض النَّشِط، يساعد البقاء في الماء جسمك على إفراز أقلّ هورمونات إجهاد، مثل الأدرينالين، والمزيد من هورمونات الولادة، مثل الأوكسيتوسين، التي تسبّب إنقباضات فعّالة ومنتظمة. في مثل هذه الحالة، يفرز جسمك هورمونات إضافيّة، مثل الإندورفين، والتي تساعدك على التّعامل مع الإنقباضات وتقلّل مستوى الألم.

عند دخولك إلى المياه الدّافئة، تشعرين بأنّك في عالمكِ الخاصّ، المعزول والمحميّ من كلّ ما يحدث من حولك. عندما تكون الأضواء خافتة والغرفة هادئة، تكونين منتبهةً لنفسكِ ومتصلةً بعمليّة الولادة. العوم في الماء يجعلكِ تشعرين بأنّكِ أخفّ وزنًا ويسمح لكِ بالتّحرّك وتغيير وضعيّتكِ والشّعور بالرّاحة دون بذل مجهود غير ضروريّ.

كما ذُكر سابقًا - على مرّ السّنين بدأت الأنظمة الصّحّيّة في العالم بإدراك المزايا والإيجابيّات العديدة للولادة في الماء بشكل خاصّ والولادات الطّبيعيّة بشكل عام وبدأت المستشفيات في تقديم الإمكانيّة لإختيار هذا النّوع من الولادة للوالدات. على سبيل المثال، في البلاد يمكنكم أن تجدوا في جميع المستشفيات الرّئيسيّة والرّائدة تقريبًا (وبالطّبع في مستشفى شعاري تسيديك) غرفًا مخصّصة للولادة في الماء تشمل حوضًا مناسبًا وجميع المعدّات اللازمة لولادة ناجحة في الماء.
وتتمثّل إيجابيّة الولادة في الماء في الغرف المخصّصة في المستشفيات مقابل الولادة في الماء في المنزل في حقيقة أنّه في حالة الحاجة وفي حالات المضاعفات تكون الوالدة بالقرب من الأطبّاء الذين سيقومون بتقديم المساعدة السّريعة.

المكوث في المياه الدّافئة يجعل الأمر أسهل ويسمح لكِ بالتّعامل مع إنقباضات المخاض القويّة. تبيّن أنّ الولادة في الماء تقلّل بشكل كبير من الحاجة إلى مسكّنات الألم.

تسمح الولادة في الماء بإنقباضات مخاض أكثر كفاءة، مع الإسترخاء والقدرة الجيّدة على التّعامل مع الإنقباضات. هذا هو السّبب في أنّ معظم الولادات في الماء تكون أسرع وأقصر من تلك التي تتمّ خارج الماء.

إستعمال حوض الإستحمام/بركة الماء في الولادة غالبًا ما يثير تجربة إيجابيّة، بحيث تختار معظم النّساء الولادة في الماء في الولادات اللاحقة أيضًا.