فحص شفافيّة مؤخّرة العنق هو فحص بدون تدخّل جراجيّ والذي يتمّ إجراؤه بين الأسابيع 13-11 أثناء الحمل حيث يتمّ قياس الطّبقة السّائلة في مؤخّرة عنق الجنين بمساعدة الفحص بالموجات فوق الصّوتيّة. يُعتبر تراكم السّوائل في مؤخّرة عنق الجنين جزءًا من عمليّة النّمو الطبيعية لكل جنين ويحدث بين الأسابيع 14-9. بعد ذلك، يتمّ إمتصاص الطّبقة السّائلة ببطء وإختفائها.
وقد وُجد أنّ هناك علاقة مباشرة بين سُمك الطّبقة وإحتمال إصابة الجنين بأمراض كروموسوميّة مثل متلازمة داون، بالإضافة إلى عيوب أخرى مثل تشوّهات القلب. تُعتبر شفافيّة مؤخّرة عنق الجنين التي تقل عن 3 مم طبيعيّة، ولكن من المهمّ أن نتذكّر أنّ هذا الفحص هو فحص إحصائيّ وليس فحصًا تشخيصيًّا، أي أنّه الفحص قادر على أن يشير إلى إحتمال وجود عيب، ولكن لا يمكن إستخدامه لتأكيد أو إستبعاد إمكانيّة وجود العيب بشكل قاطع.
غالبًا ما يتمّ دمج فحص الشّفافيّة مع فحص الدّمّ (مسح الثّلث الأوّل من الحمل) من أجل الحصول على نتيجة أكثر دقّة، ويمكن للمهتمّات بالحصول على نتائج ذات أهمّيّة إحصائيّة عُليا أن يقمنَ بدمجها مع فحص التّمييز الثّلاثيّ الذي يتمّ إجراؤه في الثّلث الثّاني من الحمل. علامات أخرى والتي يتمّ إدراجها عند حساب الإحتمال هي عمر الأمّ، إظهار عظمة الأنف وطول المسافة بين رأس الجنين ومؤخّرته (CRL - Crown-Rump Length). كلّما زاد عدد العلامات، زادت الأهمّيّة الإحصائيّة للنّتيجة.
في حالات الحمل متعدّد الأجنّة، يكون الوضع عكسيًّا - نتيجة الشّفافيّة هي الأكثر موثوقيّة لأنّها الوحيدة التي يتمّ إجراؤها لكلّ جنين على حدى، بينما لا يمكن فصل العلامات الهورمونيّة للأجنّة المختلفة في دمّ الأمّ. إذا تمّ الحصول على نتيجة غير طبيعيّة في شفافيّة مؤخّرة عنق الجنين، فمن الممكن أن يتمّ تحويل المرأة الحامل لإجراء فحص الكيس المشيميّ في فترة زمنيّة متقاربة من الشّفافيّة وقبل الحصول على النّتيجة الكلّيّة. على أيّ حال، فإنّ فحص الشّفافيّة والفحوصات الأخرى المصاحِبة له لا تجعل فحص السّائل الأمنيوسيّ غير ضروريّ في وقت لاحق من الحمل، إذا كانت المرأة مهتمّة بهذا الفحص.