لسوء حظّنا ما زال المرضى يصلون إلى المستشفى لتلقّي العلاج متأخّرًا. لأنّ أعراض الجلطة الدّماغيّة في أغلب الحالات لا تشمل آلامًا أو علامات ضيق واضحة وحتّى في غالبيّة الأحيان هنالك قلّة وعي لدى المريض بما يتعلّق بأدائه، ولذلك لا يقوم المريض أو أبناء عائلته بتحوليله إلى غرفة الطّوارئ بالسّرعة الكافية.
الأعراض الشّائعة للجلطة الدّماغيّة هي ظهور مفاجئ لإلتواء في الفمّ والوجه، ضعف في اليدّ و\أو الرّجل في جانب واحد من الجسم ومشاكل في القدرة على التّواصل مع البيئة المحيطة بالمريض.
يكفي واحد من الاعراض أو ثلاثتهم من أجل إثارة الشّكّ بتقدّم جلطة دماغيّة ويجب تحويل المريض إلى غرفة العمليّات القريبة عن طريق سيّارة إسعاف.
75% من المرضى الذين أصابوا بجلطة دماغيّة يظهرون عوارض مألوفة لكن بقيّة المرضى يصلون إلى المستشفى مع عوارض أقلّ شيوعًا ولذلك يصعب تمييزهم بسرعة وعلاجهم في الوقت. غالبيّة هذه العوارض تظهر أيضًا في أمراض أخرى وليس فقط في حالات الجلطة الدّماغيّة.
- الدّوار المفاجئ
- مشاكل مفاجئة في الرّؤية في عين واحدة أو في كلتيهما
- فقدان التّوازن عند الوقوف أو المشي
الدّوار
أحد الأعراض الأكثر شيوعًا الذي يشتكي منه المرضى عند وصولهم إلى غرفة الطّوارئ.
غالبيّة الأسباب للدّوار ليست جلطة دماغيّة. إنسداد الأوعية الدّمويّة التي تمدّ جذع الدّماغ والمُخيخ بالدّمّ يمكنه أن يؤدّي إلى شكاوى مثل الدّوار وفقدان التّوازن. يمكن أن يكون الدّوار شديدًا ويمكن أن يكون مصحوبًا بتقيّؤات. الدّوار الخفيف (بضع ثواني) عند تغيير الوضعيّة ينبع من إضطرابات في الأذن الدّاخليّة وليس الدّماغ. الدّوار النّابع من جلطة دماغيّة يظهر في أغلب الحالات مع عوارض أخرى مثل إزدواجيّة الرّؤية، صعوبة في الوقوف والمشي وضعف أو مشكلة حسّيّة في جانب واحد نمن الجسم. الدّوار هو إحساس متواصل وليس مصحوبًا بإضطرابات سمعيّة.
مشاكل مفاجئة في الرّؤية في عين واحدة
مشاكل مفاجئة مع فقدان البصر في عين واحدة أو في كلتا العينين هي شكوى خطرة وتتوجّب التّوجّه إلى غرفة الطّوارئ بشكل فوريّ. إذا كانت المشكلة في عين واحدة يمكن أن تكون جزء من مشكلة عينيّة وكف في حالات نادرة يمكن أن تنبع عن توقّف تدفّق الدّمّ في الشّريان الذي يغذّي العين. في كلّ حالة مثل هذه الشّكوى تتوجّب فحص طارئ على يدّ طبيب العيون ومفضّل أن يكون الفحص في المستشفى. طبيبن العيون يستطيع أن يحدّد توقّف تدفّق الدّمّ للعين ويمكنه توجيه المريض بشكل فوريّ للعلاج عن طريق حقن مادّة الـ TPA (منشّطة للبلازمينوجين) داخل الوريد أو عن طريق القسطرة.
مشاكل مفاجئة في الرّؤية في كلتا العينين
قدرة البصر لدى الإنسان تعتمد على الرّؤية في كلتا العينين. الدّماغ يجمع الصّورتين التين يستقبلهما من كلتا العينين ويدمجهما إلى صورة واحدة. مشكلة مفاجئة في الرّؤية في كلتا العينين تنبع من مشكلة في الدّماغ في أغلب الأحيان. ظهور مفاجئ لنقص في مجال الرّؤية في كلتا العينين إلى جانب واحد (يمين\يسار) يثير الشّكّ لجلطة دماغيّة ويتوجّب الوصول إلى غرفة الطّوارئ بشكل فوريّ. أحيانًا يكون المرضى غير مدركين للمشكلة وفقط من يتواجد في بيئتهم يلاحظ تغييرًا في سلوكهم، مثل الإصطدام بالأغراض كلّ مرّة في جانب واحد.
مشكلة في الرّؤية من هذا النّوع، ولكنّها أقلّ خطرًا، هي الصّداع النّصفيّ (أو الشّقيقة). مشاكل الرّؤية أحيانًا تسبق الصّداع وتشبه عوارض الجلطة الدّماغيّة. في أغلب الجالات مشاكل الرّؤية المصاحِبة للشّقيقة تكون لفترة زمنية قصيرة ومصحوبة بأوجاع في الرّأس في جهة واحدة وغثيان (في أحيان كثيرة قيء أيضًا).
فقدان التّوازن عند الوقوف أو المشي
إشارة شائعة نسبيًّا كسبب للتّوجّه إلى غرفة الطّوارئ. لدى غالبيّة المرضى الذين يصلون إلى غرفة الطّوارئ ويشتكون من الدّواريشتكون أيضًا من فقدان التّوازن عند المشي أو الوقوف. شكوى كهذه من دون أن تكون مصحوبة بالدّوار بل ومصحوبة بالوقوع المتواصل إلى نفس الجانب تثير الشّكوك بوجود جلطة دماغيّة ويجب تحويل المريض فورًا في سيّارة الإسعاف إلى غرفة الطّوارئ.
للتّلخيص: عوارض الجلطة الدّماغيّة الأكثر هي ظهور مفاجئ لضعف في جانب واحد من الجسم، إلتواء مفاجئ في أوجه وصعوبة في التّواصل مع البيئة (صعوبة في إخراج الكلمات أو في الفهم).
ظهور مفاجئ لتدهور الأداء الوظيفيّ الحركيّ أو الذّهنيّ ترفع مستوى الشّكّ بوجود جلطة دماغيّة أو أيّ سبب آخر يتوجّب التّحويل الفوريّ إلى غرفة الطّوارئ في سيّارة الإسعاف.