דלג לתפריט הראשי (מקש קיצור n) דלג לתוכן הדף (מקש קיצור s) דלג לתחתית הדף (מקש קיצור 2)

إلتهاب العنبيّة

حول

العنبيّة هي الطّبقة الوُسطى من مقلة العين، وتقع بين الطّبقة البيضاء (الصّلبة) وشبكيّة العين، وتتكوّن من القزحيّة (لون العين)، الجسم الهدبيّ (العضلة خلف القزحيّة) والمشيميّة (الأنسجة التي تدعم الشّبكيّة).
إلتهاب العنبيّة هو إسم عامّ لمرض إلتهابيّ الذي يصيب أحد أجزاء العنبيّة.

يمكن أن يكون إلتهاب العنبيّة حدثًا قصيرًا يحدث لمرّة واحدة (إلتهاب العنبيّة الحادّ) أو طويل الأمد (مزمنًا)، أو مرضًا التي قد يتكرّر في بعض الأحيان بنوبات. يمكن أن يشمل إلتهاب العنبيّة عينًا واحدة، كلتا العينين في نفس الوقت أو عين مختلفة بالتّناوب في كلّ مرة. إلتهاب العنبيّة لديه ميل كبير للتّكرار. في بعض الحالات، يمكن أن يتسبّب إلتهاب العنبيّة في ضرر للرّؤية، لذلك هنالك أهمّيّة كبرى للتّشخيص والعلاج المناسبَيْن.

 

أسباب إلتهاب العنبيّة

تختلف أسباب المرض وتشمل: أمراض المفاصل وأمراض المناعة الذّاتيّة (الأجسام المضادّة الذّاتيّة). وكقاعدة عامّة، من بين الأسباب المعروفة لإلتهاب العنبيّة، هذه هي المجموعة الأكبر. وبإختصار، يمكن القول أنّ هذه الأمراض ناتجة عن خطأ الجهاز المناعي بالتّعرّف، حيث يعرّف الجهاز عن طريق الخطأ البروتينات التي مصدرها هو العين وأجزاء أخرى من الجسم على أنّها مادّة غريبة في أجسامنا ويهاجمها. وهناك العديد من الأمراض التي تنتمي إلى هذه المجموعة، ويختلف شيوع هذه الأسابا كأسباب لإلتهاب العنبيّة وفقًا للعمر، جزء العين المصاب بإلتهاب العنبيّة وعوامل أخرى. أسباب أخرى لإلتهاب العنبيّة هي أسباب ناتجة عن عدوى وإصابات العين وغيرها. ومع ذلك، في 50-35 ٪ من الحالات لا يتمّ العثور على سبب إلتهاب العنبيّة ويتمّ تعريف إلتهاب العنبيّة على أنّه مجهول السبب. من المهمّ أن نفهم أنّ هذا ليس مرضًا معديًا.

 

المسار المتوقّع لإلتهاب العنبيّة

هناك حالات تتعافى بسرعة، ولكن لدى عدد كبير من المرضى يتطوّر مرض مزمن ومستمرّ والذي يتسبّب في ضرر مبنى العين وإضطراب في الرّؤية. نتيجةً لذلك، يجب أن يكون علاج إلتهاب العنبيّة فوريًّا. عادةً ما يعتمد العلاج أوّلاً وقبل كلّ شيء على الستيروئيدات بطرق مختلفة.

 

أعراض إلتهاب العنبيّة

تشمل أعراض إلتهاب العنبيّة الحساسيّة للضّوء، عدم وضوح الرّؤية، ألم في العين، إحمرار في العين، رؤية "ذباب" أو عدم وضوح الرّؤية. هناك حالات يظهر فيها فيها إلتهاب العنبيّة بدون أعراض، دون أيّ مظهر ملحوظ للمرض ويتمّ إكتشافه بشكل عشوائيّ في الفحوصات الرّوتينيّة. يمكن أن يظهر إلتهاب العنبيّة دفعةً واحدة ثمّ يتمّ تعريفه على أنّه إلتهاب العنبيّة الحادّ أو أن يظهر تدريجيًّا.

أنواع إلتهاب العنبيّة

من المعتاد تقسيم إلتهاب العنبيّة إلى مجموعات وفقًا لأيّ جزء في العين يرتكز فيه الإلتهاب:

1. إلتهاب العنبيّة الأماميّ: هو الأكثر شيوعًا. يتمثّل النّشاط الإلتهابيّ الرّئيسيّ في الجزء الأماميّ من مُقلة العين - الحجرة الأماميّة. ويسمّى إلتهاب العنبيّة الأماميّ أيضًا إلتهاب القزحيّة والجسم الهدبيّ. وغالبًا ما يتميّز إلتهاب العنبيّة الأماميّ بالألم، الحساسيّة للضّوء، الإحمرار وإضطرابات الرّؤية.

2. إلتهاب العنبيّة المتوسّط: في هذا النّوع من إلتهاب العنبيّة، يتمثّل النّشاط الإلتهابيّ الرّئيسيّ في الجسم الزّجاجيّ. وغالبًا ما يصيب أيضًا الشّبكيّة المحيطيّة. يتميّز هذا النّوع بمسار مزمن مستمرّ، أحيانًا لسنوات. وعادةً ما يظهر في كلتا العينين ويتميّز من بإضطراب رؤية طفيف أو "رؤية الذّباب" (الأجسام الطّافية). ما يميّز إلتهاب العنبيّة المتوسّط هو إلتهاب الجسم الزّجاجيّ الذي يظهر على شكل خلايا وعدم شفافيّة في الجسم الزّجاجيّ. السّبب الرّئيسيّ لضعف الرّؤية هو إحتباس السّوائل في مركز الرّؤية - إحتباس السّوائل في البقعة المركزيّة.

3. إلتهاب العنبيّة الخلفيّ: هو إلتهاب العنبيّة الذي يرتكز في الجزء الخلفيّ من مُقلة العين - المشيميّة وشبكيّة العين. عادةً ما يكون هذا النّوع من إلتهاب العنبيّة أكثر قسوة وشدّةً ويتطلّب علاجًا مكثّفًا. أحد الأسباب الشّائعة لإلتهاب العنبيّة الخلفيّ هو الإصابة بطفيليّ بإسم التوكسوبلازما جوندي Toxoplasma gondii، ويسمّى المرض داء المقوّسات (بالإنجليزيّة Toxoplasmosis). يمكن أن تكون هذه العدوى خلقيّة أو مكتسبة. يميل المرض إلى التّكرار. يتمّ العلاج بإستخدام مستحضرات المضادّات الحيويّة الممزوجة مع السّتيروئيدات. 

4. إلتهاب العنبيّة الشّامل: هو إلتهاب العنبيّة الذي تصاب فيه جميع أجزاء العين. في معظم الأحيان، تكون هذه الإلتهابات شديدة وتعرّض الرّؤية إلى الخطر. ويمكن أن تكون الأسباب، كما هو الحال في الأنواع السّابقة من إلتهاب العنبيّة، نابعة من عدوى، أمراض المناعة الذّاتيّة المختلفة وغير ذلك. هنا أيضًا، أحيانًا لا يتمّ العثور على السّبب على الرّغم من التّحقيق المكثّف.

التّشخيص والعلاج

يعتمد تشخيص إلتهاب العنبيّة على الخلفيّة الطّبّيّة للمريض ونتائج الفحص. ووفقًا لذلك، يتمّ إجراء فحص مخبريّ هادف، والذي يشمل عادةً فحوصات الدّمّ، تصوير بالأشعّة السّينيّة للصّدر، فحص الجلد الذي يُسمّى فحص المشتقّ البروتينيّ المُنقّى  (PPD) protein derivative skin test - ويساعد في تشخيص مرض السّلّ والساركويد (بالإنجليزيّة Sarcoidosis).