جراحة القلب والصّدر

في جراحة القلب والصّدر، وبصورة مختلفة عن أنواع الجراحة الأخرى، يظلّ انتباه طبيب التّخدير مركّزا على رصد فعاليّة القلب ووظائفه في فترة إجراء العملية وبعدها.
وقبل اتخاذ أي إجراء يطلب طبيب التّخدير معلومات وافية على الوضع الطبّيّ للمريض، بما في ذلك عمليّات التّخدير التي خضع لها المريض في الماضي، وما إذا عانى من مشاكل قلب- صدر مشابهة. من المهم إخبار الطبيب المخدّر بالنسبة للأدوية التي كان المريض يتناولها، ومعرفة إذا كانت تسبّب له أيّة حساسية. ويوفّر طبيب التخدير لكلّ مريض نوع التّخدير الذي يلائمه بما يتناسب مع المعطيات الطبية، وبالتعاون مع الطبيب الجراح.

في جراحات إصلاح صمام القلب أو استبداله، يكون طبيب التّخدير مسؤولًا كذلك عن تخطيط القلب عبر المريء بطريقة (TEE) عن طريق ادخال محول طاقة إلى داخل المريء، بحيث يمكن توفير رؤية جيّدة داخل أقسام القلب. إنّ وجود المريء قريبًا جدًّا من القلب يضمن أفضل صورة ممكنة للقلب خلال الفحص، وجهاز المراقبة الصغير هذا، أيضا يمكّن خلال الجراحة من فحص وظائف الصّمّام الذي جرى إصلاحه أو إستبداله، كما يمكنه أن يحول دون العودة لإجراء عمليات جراحية إضافيّة عند بروز مشاكل. تستغرق عمليّات القلب والصّدر عدّة ساعات، كما أنّ مرحلة الإستفاقة من عمليّات من هذا النّوع تستغرق وقتًا أطول من سائر العمليّات الجراحيّة. تجري عملية إستفاقة المريض التدريجيّة والخاضعة للمراقبة، في وحدة العناية المكثّفة على أساس سلامة المؤشّرات مثل ضغط الدّمّ، النّبض، حرارة الجسم، ومدى الألم الذي يحس به المريض في المراحل الأولى لإفاقته.